إعادة الزيّ الموحد إلى المدارس الروسية

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إعادة الزيّ الموحد إلى المدارس الروسية، تاركا للأقاليم والإدارت المحلية حرية تحديد تفاصيل هذه المسألة.
وقال بوتين خلال مؤتمر الجبهة الشعبية لعموم روسيا الذي عقد في مدينة رستوف على الدون اليوم:" أعتقد أنه ينبغي أن يكون هناك زيّ موحد في المدارس الروسية".
وأشار بوتين إلى أن ضبط تفاصيل هذه المسألة يقع بدرجة كبيرة على الأقاليم ، وقال" ينبغي اتخاذ قرارات بهذا الشأن على المستوى الفدرالي تلزم الأقاليم بإدراج الزيّ الموحد، وعلينا منح هذه الأقاليم والإدارات المحلية إمكانية تحديد التفاصيل "
يشار إلى أن الحديث حول إعادة اللباس الموحد إلى المدارس جاء في جزء منه على خلفية الجدل الحاصل حول السماح للطالبات المسلمات والمسيحيات بارتداء الشال وحجاب أثناء فترة الدوام في المدارس.
وكانت مديرة إحدى المدارس في إقليم ستافروبول الذي يتاخم الأقاليم القوقازية الروسية ذات الأغلبية المسلمة قد أجبرت إحدى التلميذات على نزع الحجاب الإسلامي. وأثارت خطوة مديرة المدرسة حفيظة ناشطين في مجال حقوق الإنسان.
ورأت السلطة المحلية أنه من الضروري أن تنهي هذا الموضوع من خلال إلزام طلاب المدارس بملابس محددة لا تحتوي على الحجاب الإسلامي.

وفي 22  مارس الجاري رفضت محكمة إقليم ستافروبول الروسي طلبا مقدما من محام يمثل مصالح مسلمي الإقليم لإلغاء قرار السلطة المحلية بإلزام تلميذات المدارس بملابس محددة تخلو من الحجاب الإسلامي
ورفضت محكمة إقليم ستافروبول دعوى رفعها المحامي مراد موساييف مطالبا بإلغاء قرار السلطة المحلية بإلزام طالبات المدارس بارتداء الملابس التي تخلو من الحجاب الإسلامي.
وقال المحامي موساييف الذي يمثل مصالح مسلمي أحد أقاليم الجنوب الروسي لوكالة أنباء "نوفوستي": "رفضت المحكمة دعوانا لأسباب سياسية في رأيي".
وأضاف أنه سيقدم طعنا ضد قرار المحكمة.
من جانبه اعتبر الشيخ راوي عين الدين رئيس مجلس المفتين في روسيا في حديث مع وكالة الأنباء الروسي "نوفوستي" في 22 مارس الجاري أن منع طالبات المدارس في مدينة ستافروبل من حضور الدروس وهن مرتديات الحجاب إجراء لا يستند إلى أساس، لأن ارتداء الشالات، حسب تعبيره، متعارف عليه عمليا في جميع الثقافات الدينية التقليدية ولا ينبغي أن يثير أية تساؤلات وشكاوى.
وأعرب عين الدين عن اعتقاده بأنه من غير الصواب في القرن الواحد والعشرين تقييد حرية المرأة في الاختيار، وقد أيدنا في هذه المسألة إخوتنا المسحيون في روسيا "
وكان رئيس دائرة السينودس – الشعبة الخاصة بمعاملات الكنيسة والمجتمع بمجلس بطريريكية موسكو - الأسقف فسيفولد تشابلن أشار في وقت سابق إلى أنه ينبغي في المدراس الروسية فرض زي مدرسي موحد، لكن في بعض الحلالات يمكن لهذا الزي أن يخضع لبعض التعديلات بحيث يسمح للمسيحيات أوالمسلمات في المدارس بارتداء وشاح خفيف

يشار إلى أن الرئيس بوتين أعلن معارضته ارتداء الحجاب في المدارس الروسية لعدم ارتباطه بالثقافة الإسلامية في البلاد
وقال بوتين خلال المؤتمر الصحفي الكبير، في 12 ديسمبر الماضي في العاصمة الروسية موسكو، إن "الشخصيات المؤثرة في دول العالم الإسلامي، تقول إنه لا حاجة لارتداء الحجاب، ونحن نحاول إدخال تقاليد غريبة على ثقافتنا.. لماذا؟".
وأعاد بوتين إلى الأذهان أن أحد الخطباء المسلمين قال خلال اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي (منظمة التعاون الإسلامي حاليا): "نحن نمنع بناتنا ونساءنا من التعلم ونجبرهن على ارتداء البرقع، نحن نخلق الظروف لكي نبقيهن على تخلفهن، إن هذا خطأ".
وأشار بوتين الذي حضر الاجتماع المذكور شخصيا نظرا لكون روسيا تتمتع بصفة "مراقب" في المنظمة، إلى أن الخطيب "تحدث عن ذلك علنا وبثقة".
وكان مجلس مفتي إقليم ستافروبوليه في الجنوب الروسي أعلن في أكتوبر الماضي أن أولياء أمور بعض الطالبات المسلمات اشتكوا من منع بناتهم من دخول المدرسة بالحجاب.
وحينها علق دميتري ليفانوف، وزير التعليم الروسي، على ذلك بقوله، إن ارتداء الحجاب لا يتعارض مع القواعد المعمول بها في المدرسة ومع التقاليد العامة.