الشاعرة اللبنانية سوزان عون تكتب عن يوم المرأة العالمي

تراودني الكثير من الأحلام ويؤرق بالي الكثير من الأمنيات ككل امرأة على وجه الأرض، أسأل الله لنا التوفيق في تحقيقها.
بما أنها كثيرة، ولا أستطيع حصرها، لكن أذكر منها، مناداتي للنساء بالتعلم والسعي الحثيث نحو حياة أفضل، وعدم التقولب بقالب العادات الإجتماعية البالية التي تؤثر سلباً على سمعة المرأة العربية.
يجب عدم السكوت على أي ظلم أو استهانة بحقوقنا وعدم الرضوخ لمطالب المجتمع ((الذكوري)) الذي يَحرم المرأة من حقوقها التي شرّعها الله وجاءت بها الأديان السماويّة، فالدين أرسله الله لحمايتنا وإسعادنا وليس العكس.
علينا بالوعي واستدراك حلول تناسب هذه المرحلة الجديدة من الحياة، والوقوف بثبات ورصانة، ولا نعتمد على ما سلف وعلى تجارب من سبقنا.
المرأة نصف المجتمع بل نصف الكون، فلنكن جميعاً على قدر هذه الحقيقة، أرفع صوتي عسى أن يصل لكل أسرة ولكل أم وأب، وأقول: ليس المهم أن نُنجبُ أطفالا، المهم أن نحافظ عليهم ونربيهم تربية صحيحة.
ولأنني كأيّ امرأة عربية عانت من محيطها ولا زالت تعاني من ارهاصات العادات والتقاليد، رفضت الكثير مما وجدت نفسي أعيش فيه ولا يمثلني كامرأة وريثة حوّاء.
أرفض بعض المبادئ البالية التي لا زالت تحاصر صوت وصورة المرأة.
لذا ناديتُ ((ليلى)) من التاريخ العربي لتأتي وتسمع وترى.
إلى كل رجل يظلم امرأة وإلى كل امرأة تسكت على ظلمه لها،
أقول:
لا أعرفكم..
ولا أشبهكم..
وصوتي، مبعد معي.
يطوف قصصكم الخرساء من بعيد،
يقترب منها، ومن ثم يغادر معلناً
الانشقاق عن سطوركم.
ما عدتُ أعرفكم، ولا أشبهكم.
أنا ربيع أخضر، غادر سنابلكم.
أنا عطر محبوس في بتلات لزهرة
مجهولة الهوية والعنوان.

سوزان عون

كاتبة وشاعرة لبنانية 

تقيم فى استراليا